الجمعة، 13 ديسمبر 2013

لنعرف أكثر - احتشاء عضلة القلب

  


Myocardial Infarction 
  (احتشاء عضلة القلب)

·        مقدمة:
الداء القلبي الإكليلي يشمل احتشاء عضلة القلب مع ارتفاع الشدفة
ST-elevation myocardial infarction (STEMI) واحتشاء عضلة القلب بدون ارتفاع الشدفة Non-ST elevation myocardial infarction (NSTEMI) والذبحة الصدرية غير المستقرة.

·        احتشاء عضلة القلب ( تليف جزئي للألياف العضلية بالقلب ) :
هو موت منطقة من عضلة القلب نتيجة لنقص أو قطع الدم الواصل لهذه المنطقة لفترة طويلة نسبياً ومن ثم تعويض الأنسجة الميتة من عضلة القلب بأنسجة ليفية .

·        انتشاره:
تعتبر أمراض الداء القلبي الإكليلي من الأمراض الرئيسية المسببة للوفاة حول العالم حيث تمثل مع السرطان المرتبة الأولى للوفاة حول العالم .

·        عوامل الخطورة:
وتشكل أسباب الإصابة بتصلب الشرايين  واحدة من أهم عوامل الخطورة للإصابة باحتشاء عضلة القلب  
§        العمر: تزيد فرصة الإصابة مع تقدم العمر.
§        الجنس: الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بأمراض القلب خاصةً  قبل توقف الطمث لدى النساء.
§        بعض الأمراض كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية  لمساهمتهم في زيادة نسبة حدوث تصلب الشرايين
§        تاريخ العائلة المرضي بأمراض القلب.
§        السمنة.
§        التدخين.
§        قلة النشاط البدني.



·        الأسباب:
§        أكثر الأسباب شيوعاً هو تصلب الشرايين.
§        الضغط النفسي والجهد البدني الزائد خاصةً إذا كان غير مُعتاد عليه.
§        العدوى البكتيرية الحادة.

·        كيفية حدوث المرض "الاعتلال الوظيفي":
ينقسم احتشاء عضلة القلب إلى نوعين, أحدهما هو احتشاء عضلة القلب مع ارتفاع الشدفة والآخر هو احتشاء عضلة القلب بدون ارتفاع الشدفة. وعادةً ما يكون نتيجة لمرض في الشريان التاجي المُغذي لعضلة القلب.
وبما أنه تم ذكر أن تصلب الشرايين هو السبب الرئيسي في حدوث احتشاء عضلة القلب, فسيتم توضيح كيفية حدوث ذلك.
             تصلب الشرايين:
هو حدوث سمك في جدار الشريان المصاب في منطقة معينة منه حيث يتجمع الكالسيوم والدهون كالكوليسترول والدهون الثلاثية وبعض خلايا الدم البيضاء نتيجة لوجود التهاب ويتم تغطيتهم بغطاء ليفي للحفاظ على الكتلة المتكونة.
وجود ضعف ما في الغطاء الليفي, يجعل الكتلة المتكونة في عرضة للقرحة أو الانفجار, ومما يساعد على ذلك أيضاً حدوث نزيف داخل الكتلة المتكونة نتيجة انفجار بعض الأوعية الدموية الضعيفة المتكونة حديثاً نتيجة الالتهاب مما يولد ضغطاً داخل الكتلة, أو أنه من الممكن أيضاً حدوث فتحة في الكتلة المتكونة يتسرب إليها الدم المار داخل الوعاء الدموي ويزيد من الضغط داخلها. وهذا يجذب الصفائح الدموية ويدفعها للتجمع وزيادة الكتلة المتكونة حتى تصل إلى حد معين لا يستطيع الدم الواصل إلى العضو إكفاء حاجة خلايا العضو إليه ويبدأ بالإصابة تدريجياً حتى موت المنطقة التي تتغذى بهذا الوعاء الدموي.
من الممكن أيضاً أن يتم تجمع بروتين الفايبرونوجين "
fibrinogen" ليتحول إلى فايبرين "fibrin" ويعمل ذلك على تجلط الدم, وبذلك إما أن يقطع وصول الدم المار من هذا المكان "thrombosis" وإما أن يتم نقل الجلطة مع حركة الدم إلى مكان آخر ليقطع عنه إمداد الدم "embolism". وإذا كان الشخص محظوظاً بشكل كافي فإنه سوف يحدث عملية تحليل للجلطة  “lysisبشكل طبيعي داخل الجسم دون الشعور بأي أعراض أو أي مشكلة, وكأنه لم يكن.
عند حدوث أي من ذلك فإن المحصلة النهائية هي نقص أو قطع الدم الواصل لمنطقة معينة في القلب ينتج عنها إصابة المنطقة إلى موتها حسب نسبة حرمانها من الدم الواصل إليها.
وينقسم احتشاء عضلة القلب تبعاً لذلك إلى أنواع أخرى حسب المنطقة المصابة بسبب انسداد الوعاء الدموي المُغذي لها فإما أن تكون في السطح الأمامي أو السفلي ومن الممكن أيضاً أن يكون الاحتشاء شامل لسمك الجدار أو تحت الشغاف "جزء من سمك العضلة".














·        الأعراض:
تظهر الأعراض بشكل تدريجي ويكون الألم في الصدر هو العرض الأكثر شيوعاً لاحتشاء عضلة القلب ويُوصف بأنه ضيق وضغط واعتصار في الصدر. ومن الممكن أن يُنقل الألم إلى الجانب الداخلي من الذراع الأيسر والرقبة والفك وحتى أيضاً إلى الذراع الأيمن وإلى أعلى البطن و
طرف الضلع المشرف على البطن", مما يسبب الاشتباه بآلام أمراض المعدة والجهاز الهضمي.
ومن الأعراض الأخرى:
ضيق في التنفس عند عدم قدرة القلب على توفير حاجة الجسم من الأكسجين؛ والذي من الممكن أن يؤدي بدوره إلى فقدان الوعي والموت المفاجىء.
إجهاد وضعف واضطرابات في النوم.
وأيضاً توجد نسبة لا بأس بها لمن يعانون من احتشاء عضلة القلب دون ظهور أية أعراض خاصةً في مرضى السكري
 

·        التشخيص:
يتم تشخيص احتشاء عضلة القلب عند وجود الأعراض وظهور خصائص المرض في تخطيط القلب الكهربي وقياس مستوى بعض الدلالات الكيميائية الحيوية في الدم لتكون أكثر من النسب الطبيعية. أما وجود إحداها فهي تعني اشتباه في المرض ويجب عمل فحوصاات أكثر.


§        تخطيط القلب الكهربي:
يمكن تشخيص احتشاء عضلة القلب من تخطيط القلب الكهربي وأيضاً معرفة مدى تدهور الحالة وتحديد منطقة الإصابة؛ هل هي في السطح الأمامي أم السفلي.
ويتميز بتغير في شكل "
T wave" و الشدفة "ST-segment" وارتفاعها كحالة أخطر. وفي تأخر الحالة يتميز بنزول موجة "Q" عن الخط التعادل الكهربائي.


§        الدلالات الكيميائية الحيوية:
-  قياس مستوى بروتين التروبونين القلبي في الدم؛ حيث أنه في الحالات الطبيعة يوجد في الدم بنسبة ضئيلة غير قابلة للقياس. وهو أفضل الدلالات الكيميائية الحيوية لحساسيته الشديدة وزيادته بنسب كبيرة في حالة تعرض عضلة القلب للاحتشاء.
-  قياس مستوى إنزيم الكيرياتينين كاينيز "
creatinine kinase-MB " في الدم. يوجد هذا الإنزيم في الدم في الحالات الطبيعية بنسب قليلة وتزيد نسبته في حالة وجود إصابة للعضلات الهيكلية, مما يعني أنه اختبار غير مقتصر على العضلة القلبية؛ مما قلل من أهميته مؤخراً.

المايوجلوبين:
وهو بروتين يتميز بقابليته العالية للأكسجين وهو أسرع الدلالات الكيميائية الحيوية ظهوراً في الدم. ويُستخدم في التشخيص السريع للاحتشاء ولكن ايضاً عدم اقتصاره على العضلة القلبية قلل من دوره في تشخيص الاحتشاء.

·        العلاج :
في حالات الطوارىء يتم إعطاء المريض:
§         اسبرين من 150-300 مليجرام مع دواء الكلوبيدووجريل 300 مليجرام عن طريق الفم.
الغليسيريل تراي نايتريت 1-3 مليجرام تحت اللسان وتكراره.
أكسجين عن طريق الأنف 2-4 لتر/دقيقة.
§         أخذ التاريخ المرضي وعوامل الخطورة التي من الممكن أن يكون قد تتعرض لها بإيجاز, وفحصه.
§         أخذ عينة دم من الوريد (تعداد الدم الكامل) لقياس الدلالات الكيميائية الحيوية + الجلوكوز والدهون.
§         رسم تخطيطي قلبي للـ 12- اتجاه "lead".
§         إعطاء مسكن عن طريق الوريد, مثال: المورفين 2,5-5 مليجرام + مضاد للقيء: مثال: دواء ميتوكلوبراميد 10 مليجرام.
§         حاصرات بيتا "β-blocker" إذا لم يكن عند المريض موانع لاستخدامها لتقليل كل من ألم الصدر وارتفاع ضغط الدم وسرعة نبضات القلب.
§         التداخل الإكليلي عبر الجلد إذا كان متوفراً, إعطاء مثبطات لمستقبلات جلايكوبروتين الصفائح الدموية لمنع تجلط الدم.
§         مواد محللة للجلطات إذا لم يكن عند المريض موانع لاستخدامها.
§         جراحة لتوسيع أو وضع دعامات للشرايين التاجية

·        التحكم في الحالات بعد الإصابة بالاحتشاء:
§        اسبرين 75-100 مليجرام في اليوم.
§        حاصرات بيتا للحفاظ على معدل نبض القلب أقل من 60 نبضة في الدقيقة, مثال: ميتوبرولول 50 مليجرام مرتين في اليوم.
§        مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين "ACE inhibitors", مثال: راميبريل 5,2 مليجرام مرتين في اليوم.
§        أدوية الستاتين, مثال: سيمفاستاتين 20-80 مليجرام في اليوم للتقليل نسبة الكوليسترول.
§        في حالات أن خطر الإصابة من متوسط إلى عالي يجب إضافة كلوبيدوجريل 75 مليجرام في اليوم ولمدة 9-12 شهر, حيث يُعتبر الكلوبيدوجريل فعّال أكثر من الاسبرين في الحد من احتمالات الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية وتجلط الدم لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بها, حيث لديه القدرة على تجنب الآثار الجانبية.
§        يجب إعطاء مضاد الألدوستيرون, مثال: إيبليرينون 25 مليجرام في اليوم, في المرضى بعد الإصابة بالاحتشاء مع وجود قصور القلب وانخفاض الكسر القذفي "ejection fraction". (يجب متابعة الوظائف الخلوية ومستوى البوتاسيوم في الدم).

·        مضاعفات احتشاء عضلة القلب:
تترتب مضاعفات الاحتشاء على الضرر الذي تم إلحاقه بالعضلة القلبية, وهذا الضرر من الممكن أن يؤدي إلى أحد الحالات التالية:
§        قصور القلب "heart failure":
هي حالة مرضية تحدث نتيجة أي خلل وظيفي أو عضوي يؤثر على وظيفة القلب كمستقبل للدم ومضخة كافية لانتشار الدم خلال أنحاء الجسم لإمداده بالمواد الغذائية والأكسجين.
قصور القلب بعد الاحتشاء يتطلب تدخل علاجي فوري وفعال لتقليل نسبة الوفاة, ويتفاوت من حيث شدته وبذلك تختلف كيفية العلاج.
§        تمزق عضلة القلب وتمدد الأوعية الدموية " aneurysmal dilatation‏":
يُعتبر تمزق جدار البطين الأيسر من المضاعفات الكارثية والمميتة المبكرة, حيث يتوقف القلب على إثرها وتتطلب التدخل الجراحي الفوري.
تمدد اللأوعية الدموية للاحتشاء: هو انتفاخ يشبه البالون في الشرايين يحدث عندما يجبر ضغط الدم الذي يعبر جزء ضعيف من شريان ما الجدران على الانتفاخ للخارج.
ويُعتبر تمدد اللأوعية الدموية للاحتشاء من المضاعفات المتأخرة والتي تتطلب أيضاً التدخل الجراحي.
§        عيب الحاجز البطيني (VSD):
هو اعتلال الحاجز بين البطيني (الجدار الفاصل بين البطين الأيسر والأيمن في القلب) ويتمثل ذلك بوجود فتحة بالحاجز تسمح بمرور الدم من البطين الأيسر (الأعلى ضغطاً) إلى البطين الأيمن (الأقل ضغطاً).
لا يُعتبر من المضاعفات الشائعة ولكن له معدل وفيّات عالي.
§        القلس التاجي:
هو خلل في الصمام التاجي يسبّب تسرب الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر, أثناء ضخ الدم خارج القلب عبر الأبهر.
من الممكن حدوث قلس أو قصور تاجي حاد مبكراً مع الاحتشاء.
§        اضطرابات النظم القلبي:
تسارع نبضات القلب و الرجفان أو الارتجاف من المضاعفات الشائعة للاحتشاء وخاصةً بعد إعادة التروية.
يجب معالجة تسارع نبضات القلب بحاصرات بيتا وليدوكايين أو اميودارون ويجب التأكد من نسبة البوتاسيوم في الدم, وفي حالة توقف القلب يتم استخدام الصدمات الكهربائية.
§        اضطرابات التوصيل أو النقل الكهربائي للقلب:
هي اضطرابات تنتج عن مشاكل في نظام النقل الكهربائي في القلب وهي أيضاً من الاضطرابات الشائعة ومن الممكن أن تسبب إحصار القلب "heart block" أثناء الاحتشاء الحاد خاصةً في حالات الجدار السفلي من القلب, حيث ستكون المشكلة في الشريان التاجي الأيمن والذي يمد العقدة الجيبية الأذنية والعقدة الأذنية البطينية.
ويكون علاج إحصار القلب اتروبين أو منظم مؤقت أو دائم للقلب وفقاً للحالة.
§        متلازمة دريسلر:
هي متلازمة تتميز بالتهاب التامور أو الغشاء المحيط بالقلب "pericardium" نتيجة المناعة الذاتية وتكّون أجسام مناعية مضادة على القلب, تٌعرف أيضاً بالمتلازمة التالية لاحتشاء العضلة القلبية ويعاني المصابون بمتلازمة دريسلر من حمى وانصباب التامور "pericardial effusion", ألم في الصدر.















·        الوقاية:
§        يُعتبر نمط المعيشة من العوامل الرئيسية التي تلعب دوراُ في الحماية من الأمراض خاصةً أمراض القلب والشرايين, لذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصرالمهمة كالأحماض الدهنية أوميجا 3.
§        الابتعاد عن التدخين والعادات المضرة بالصحة.
§        ممارسة الرياضة.
§        الحفاظ على الوزن في المعدل المناسب الصحي لأن السمنة من عوامل الخطورة لعديد من الأمراض.
§        التحكم في ضغط الدم أقل من 140/90 أو 130/80 في حالات أمراض الكلى المزمنة أو السكري.
§        التحكم في الأمراض الأخرى كداء السكري باتباع تعليمات الطبيب للحفاظ على الهيموجلوبين السكري "HbA1c" أقل من 7%.
§        استخدام الاسبرين كمانع لتكّون جلطات الدم خاصةً بعد سن الـ 45 إذا لم يكن عند المريض موانع لاستخدامها تحت إشراف الطبيب.
§        محاولة التحكم في الضغوطات والتقليل منها بقدر الإمكان.

كاتبة المقال : نيفين علي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق