الجمعة، 25 أبريل 2014

لنعرف أكثر - التهاب المسالك البولية

التهاب المسالك البولية  "urinary tract infections": هي عدوى تؤثر على أي جزء من المسالك البولية (الكلى, الحالبين, المثانة, أو مجرى البول). وعادةً ما تكون في الجزء السفلي من المسالك البولية؛ أي المثانة ومجرى البول.

الأعراض
التهاب المسالك البولية ليس دائماً مُصاحب بأعراض, ولكن عند وجودها فإنها تكون:
·       الحاجة الماسة للتبول.
·       الشعور بحرقان عند التبول.
·       التبول كثيراً بكميات قليلة من البول.
·       ظهور البول بشكل معكر ليس صافي ولكن ليس دائماً.
·       أحياناً يتغير لون البول إلى الأحمر إذا احتوى على دم.
·       تغير رائحة البول.
·       ألم في الحوض عند النساء, وفي المستقيم عند الرجال.
·       ألم فوق عظم العانة, أو أسفل الظهر.
أعراض التهاب الجزء العلوي من المسالك البولية "pyelonephritis" تكون:
·       ألم في الجذع أو البطن.
·       غثيان.
·       قيء.
·       ارتفاع درجة الحرارة ورعشة.
·       مع أعراض التهاب الجزء السفلي من المسالك البولية.
وتختلف هذه الأعراض في وجودها وحدتها, ففي الأطفال, من الممكن أن يكون العرض الوحيد هو ارتفاع درجة الحرارة ولذلك يجب زراعة عينة من البول لكشف إذا ما كان هناك بكتيريا, وكذلك في الأطفال الرُضَّع تقتصر الأعراض على ضعف التغذية, قيء, زيادة في النوم, وبعض اليرقان. وفي الأطفال الأكبر سناً من الممكن ظهور تبول لا إرادي.
كما تختلف هذه الأعراض أيضاً في كبار السن بوجود تبول لا إرادي, تغيير في الحالة الذهنية, وإجهاد شديد. ومن الممكن أن يتم اكتشافه عند وصول البكتيريا للدم بأعراضها كارتفارع درجة الحرارة وانخفاض ضغط الدم. ويكون من الصعب تشخيصهم إذا كانوا يعانوا من هذه الأعراض من قبل لأسباب أخرى.

الأسباب
المُسبب الأول والأكثر انتشاراً لحدوث التهاب المسالك البولية هي بكتيريا الإشريشيات القولونية (كولاي) "Escherichia coli" والتي تتواجد بشكل طبيعي في أمعاء الإنسان. وتتسبب في حوالي 80-85% من حدوث التهاب المسالك البولية, وتأتي معها بكتيريا المكورات العنقودية المترممة " Staphylococcus saprophyticus" بنسبة 5-10%. ومن النادر أن يحدث نتيجة لعدوى فيروسية أو فطرية.
البكتيريا الأخرى المُسببة للمرض تشمل, كليبسيلا " Klebsiella", بروتيوس "Proteus", السودوموناس " Pseudomonas", أو الأمعائية  "Enterobacter", هذه البكتيريا ليست شائعة الحدوث وتكون متعلقة بمشاكل في المسالك البولية أو استخدام القسطرة البولية. ويحدث نتيجة عدوى ثانوية عن طريق الدم بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية "Staphylococcus aureus".

كيفية حدوث المرض
تدخل البكتيريا المُسببة للمرض إلى المثانة عن طريق مجرى البول, ومن الممكن أن تحدث عن طريق الدم أو اللمف.  تنتقل البكتيريا من الأمعاء عن طريق فتحة الشرج إلى مجرى البول, لذلك تزيد نسبة الإصابة في الإناث بفعل الخصائص التشريحية لهن حيث تكون كلتا المنطقتين قريبتين تشريحياً, كما إن مجرى البول لدى الإناث قصير وواسع نسبياً عن الذكور, مما يُسهل وصول العدوى إلى المثانة. وكذلك نتيجة وجود مجرى البول بقرب فتحة المهبل, فمن الممكن أن تتسبب الأمراض المنقولة جنسياً في التهاب مجرى البول, كالهربس, والسيلان, والكلاميديا.
عند وصول بكتيريا الكولاي إلى المثانة, فإنها تلتصق بها وتصنع غشاء يقاوم رد الفعل المناعي وتسبب الأعراض المذكورة سابقاً.

عوامل الخطورة
·       الإناث أكثر عُرضة للإصابة من الذكور.
·       ازدياد النشاط الجنسي.
·       استخدام بعض وسائل منع الحمل: كقاتلات النطف/الحيوانات المنوية, والأغشية الحاجزة.
·       انقطاع الطمث: بسبب نقص هرمون الإستروجين, وقلة البكتيريا النافعة.
·       مشاكل المسالك البولية: التي تؤدي إلى عودة البول باتجاه الحالبين بدلاً من اتجاهه إلى مجرى البول, أو التي تمنع البول من الخروج خاصةً في الأطفال.
·       انسداد المسالك البولية نتيجة حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا.
·       ضعف الجهاز المناعي: كمرضى السكر والأمراض الأخرى اتي تُضعف من الجهاز المناعي.
·       استخدام القسطرة للتبول: كالمرضى في المستشفيات ومرضى الجهاز العصبي.

التشخيص
في الحالات واضحة الأعراض, ليس هناك حاجة للفحوصات المعملية في المختبر ويتم وصف العلاج مباشرةً. وفي الحالات الأخرى يتم تحليل عينة بول بحثاً عن وجود بكتيريا أو كريات الدم البيضاء "التي تتواجد في حالات الالتهاب" أو كريات الدم الحمراء في البول.
زراعة البكتيريا من عينة البول في المختبر عند الحاجة, لمعرفة نوع البكتيريا المُسببة. وكذلك اختبار حساسية المضاد الحيوي أيضاً.
استخدام الأشعة لتشخيص مشاكل المسالك البولية, كالتصوير المقطعي, والموجات فوق الصوتية, في حالات الإصابة المتكررة بالعدوى.
استخدام المنظار للتشخيص في حالات الإصابة المتكررة بالعدوى.

المضاعفات
·       العدوى المتكررة خاصةً عند النساء.
·       إصابة الكلية بشكل دائم وتكون متعلقة بالتهاب الجزء العلوي من المسالك البولية سواء الحاد أو المزمن خاصةً في الأطفال الصغار.
·       زيادة نسبة ولادة طفل قليل الوزن أو قبل موعده عند الحوامل أو الإصابة بتسمم الحمل.
·       انسداد المسالك البولية وحصوات الكلى.

العلاج
علاج العدوى البسيطة بدون مضاعفات:
·       ترايميزوبريم – سلفاميزوكسازول: 160/800 ملغم أقراص, مرتين في اليوم لمدة 3 أيام. لا يُنصح في الأماكن التي تفوق فيها مقاومة البكتيريا للدواء الـ 20%.
·       نيتروفيورانتوين مونوهيدرات/ماكروكريستالس: 100 ملغم, مرتين في اليوم لمدة 5 أيام.
·       تروميتامول الفوسفومايسين: 3 جم بودرة لمرة واحدة فقط.
·       فلوروكينولون " سيپروفلوكساسين, الليفوفلوكساسين ": تأثيره عالي للغاية, ولكن مقاومة البكتيريا لهذه المجموعة في ازدياد. يُؤخذ لمدة 3 أيام.
·       مضادات حيوية بيتالاكتام "أوجمنتين, أمبيسيلين ": هي الأقل فاعلية وضدهم مقاومة كبيرة, ولا يتم وصفهم في البداية قبل التشخيص وليسوا ضمن الخط الأول للعلاج.
من الممكن وصف مسكن للألم "باراسيتامول" للحد منه إذا كان ضمن من الأعراض.
علاج العدوى المتكررة:
تأخذ الفترة العلاجية بالمضاد الحيوي فترة أطول.
العلاج بالاستروجين عند المهبل إذا كانت المريضة ممن انقطع عندهن الطمث.
أخذ جرعة واحدة من المضاد الحيوي بعد كل اتصال جنسي, إذا كانت العدوى متعلقة بالنشاط الجنسي.
علاج العدوى الشديدة:
تكون أصعب في العلاج وتحتاج للمتابعة خاصةً المتعلقة بالتهاب الجزء العلوي من المسالك البولية: سيپروفلوكساسين عن طريق الفم لمدة 7 أيام في المناطق التي تقل فيها مقاومة البكتيريا له عن 10%, أما في المناطق التي تزيد مقاومة البكتيريا له عن 10% يتم وصف سفتراياكسون كجرعة عن طريق الأوردة, أو استخدام ترايميزوبريم – سلفاميزوكسازول أو الأوجمنتين عن طريق الفم لمدة 14 يوم.
تحتاج إلى مضادات حيوية عن طريق الأوردة في تحت إشراف الطبيب في المستشفى.
يتم استخدام سيفاليكسين أو نيتروفيورانتوين أثناء الحمل, باعتبارهم آمنين على الجنين.

الوقاية
·       شرب كمية كبيرة من السوائل, خاصةً الماء: حيث يسمح بمرور كمية أكبر من البول خلال اليوم ليتم التخلص به من البكتيريا بشكل أكبر.
·       بعد التبول أو التغوط يجب الغسل والمسح بالتحرك من الأمام للخلف وليس العكس, لمنع البكتيريا الموجودة في الأمعاء قرب فتحة الشرح بالوصول إلى مجرى البول أو المهبل.
·       التبول وإفراغ المثانة بعد الاتصال الجنسي وشرب كوب ماء كامل, للتخلص من أي بكتيريا.
·       تجنب استخدام المنتجات النسائية؛ كـ الدوش والمساحيق والسدادات القطنية, أو كمزيل الروائح قرب الأعضاء التناسلية لتسببها في تهيج مجرى البول أو تأثيرها على البكتيريا النافعة.
·       استخدام المضادات الحيوية كـ ترايميزوبريم – سلفاميزوكسازول ونيتروفيورانتوين في حالات العدوى المتكررة, للإبعاد بين فترات الإصابة.
·       أخذ جرعة واحدة من المضاد الحيوي بعد كل اتصال جنسي, إذا كان هناك عدوى متعلقة بالنشاط الجنسي.
·       تجنب استخدام قاتلات النطف/الحيوانات المنوية, والأغشية الحاجزة كوسائل لمنع الحمل.
·       تطبيق تقنية معقمة لاستخدام القسطرة لإدخالها والحفاظ عليها غير مغلقة غير مسدودة.
نيفين علي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق