الجمعة، 25 أبريل 2014

لنعرف أكثر - داء السكري



بعد تناول وجبة الطعام، يتم إفراز هرمون الإنسولين من خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الإنسولين، حيث يقوم هرمون الإنسولين المُفرَز بالارتباط مع مستقبلاته على الغشاء الخلوي لخلايا الجسم المختلفة، مما يساعد سكر الجلوكوز الناتج عن الطعام بالدخول إلى هذه الخلايا لتوفير الطاقة لها. وبذلك فإن أي مشكلة في نسبة هرمون الإنسولين التي يتم إفرازها "النوع الأول" أو في مستقبلاته "النوع الثاني" تؤدي إلى عدم وصول سكر الجلوكوز إلى الخلايا بالشكل الكافي و يؤدي إلى حرمانها من الطاقة مما يفسر حالة الإجهاد التي يعاني منها مرضى السكر، بالإضافة إلى مضاعفاته بسبب وجوده في الدم بنسب فوق الطبيعية. و بذلك يمكن تعريف مرض السكر أو البول السكر بأنه:
اختلال في عملية الأيض يقلل قدرة الجسم على تحويل سكر الجلوكوز إلى طاقة مما يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم. وهو الناتج عن اضطرابات في إفراز الإنسولين أو في عمله.

أنواع مرض السكر الرئيسية هي:
-         السكر من النوع الأول.
-         السكر من النوع الثاني.
-         سكري الحمل.

مرض السكر
النوع الأول
النوع الثاني
بداية المرض
حاد
مزمن
سن بداية المرض
في مرحلة الطفولة أو المراهقة
بعد سن 45
نسبة المرضى
5-10 %
90-95%
الإنسولين
منخفض
مرتفع لفترة معينة
وزن الجسم
طبيعي
سمنة
السبب
وراثي أو عدوى فيروسية
السمنة وعوامل أخرى
العلاج
هرمون الإنسولين
تغيير نمط المعيشة, أدوية لمعايرة السكر, الإنسولين

انتشار المرض
مع عدد إجمالي قدره 344 مليون مريض حول العالم، يبدو أن مرض السكر وصل إلى حد الوباء في العالم و كذلك في بعض المجتمعات العربية، ومنها المملكة العربية السعودية، التي وصلت فيها نسبة الإصابة إلى نحو 25% من السكان، وسط تقديرات محتملة بارتفاع النسبة.
ومن المتوقع أن يتوفى نسبة تصل إلى 80% من مرضى السكر نتيجة للأمراض القلبية الوعائية. وذلك يضع متلازمة الأيض ومرض السكر بجانب مرض الإيدز فيما يتعلق بانتشار ونسبة وفيات المرض.

أعراض المرض
1-    كثرة التبول.
2-    العطش الشديد.
3-    الجوع المتواصل.
4-    انخفاض الوزن.

الأسباب وكيفية حدوث المرض
أسباب النوع الأول من مرض السكر:
-         إما أن تكون نتيجة لاضطرابات الجهاز المناعي الوراثية التي تسبب تكوين أجسام مضادة لخلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الإنسولين.
-         او ان يكون نتيجة للإصابة بعدوى فيروسية تسبب تدمير خلايا البنكرياس المنتجة لهرمون الإنسولين.
أسباب النوع الثاني من مرض السكر يبدأ بنوع من عدم استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين نتيجة لعدة عوامل:
-         إما أن يكون هرمون الإنسولين المُفرز غير وظيفي ولا يعمل بالشكل المطلوب.
-         أو أنه حدث تغير في مستقبلات الإنسولين المتواجدة على الأغشية الخلوية لخلايا الجسم. والسبب الرئيسي في عدم استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين هو "السمنة".

·        فيبدأ النوع الثاني بنوع من مقاومة الإنسولين وتعني أن الإنسولين موجود ومتوفر ومن الممكن أن يكون أيضاً بكميات فوق الطبيعية ولكنه لا يعمل رغم ذلك ولا يقوم بإدخال الجلوكوز إلى داخل الخلايا للاستفادة منها للطاقة.
·        بعد تناول وجبة الطعام, يقوم الجلوكوز الناتج عن امتصاص الطعام بتحفيز خلايا البنكرياس لإفراز الإنسولين, والذي بدوره يُجهد هذه الخلايا لأنها تقوم بإفراز الإنسولين أكثر وأكثر لعدم شهورها بزيادة نسبة الإنسولين في الدم بسبب زيادة مستوى الجلوكوز كذلك.
عند مرحلة معينة تتوقف قدرة خلايا البنكرياس عن إفراز الإنسولين لاستهلاكها أكثر من اللازم ويصبح الوضع أكثر سوءاً؛ حيث حينئذٍ يقل الإنسولين في الدم.
·        في الحالات الطبيعية, لا يخرج الجلوكوز في البول بل يتم إعادة امتصاصه بواسطة الكلى. لكن عند زيادته في الدم فوق المستوى الطبيعي لا تستطيع الكلى إعادة كل كمية الجلوكوز المار بها ويبدأ بالظهور في البول, ويُعطي البول الطبيعة السكرية ومن هنا جاءت تسمية المرض بـ "البوّال السكري"؛ حيث أنه طبيعة السكريات أنها تسحب كميات كبيرة من الماء وهكذا الوضع بالنسبة لمرضى السكر حيث نزول الجلوكوز في البول يسحب معه كميات كبيرة من الماء في البول ويُسبب كثرة التبول. ونتيجة لكثرة التبول, يفقد الشخص كميات كبيرة من الماء ويشعر بالعطش الشديد وذلك يُفسر الأعراض الظاهرة على المريض.
·        لقد تم ذكر أنه في حالة نقص الإنسولين أو كونه غير وظيفي لا يستطيع الجلوكوز الدخول للخلايا وبذلك تُحرم الخلايا من مصدر الطاقة الرئيسي لها ويظل الجلوكوز في الدم مسبباً مضاعفات. إذاً من أين تأتي الخلايا بمصدر للطاقة؟ بالطبع هناك مصادر ثانوية كالأحماض الدهنية وبنسبة أقل البروتينات تُستخدم كمصدر للطاقة, ولكن عند زيادة استخدام هذه المصادر فإنها تؤدي إلى مضاعفات أخرى. فعملية تكسير الدهون ينتج عنها تكوين أجسام كيتونية تُستخدم أيضاً كمصدر للطاقة خاصةً للمخ الذي لا يستطيع الاستفادة من الأحماض الدهنية. وتتميز هذه الأجسام الكيتونية بالحموضة مما يؤدي إلى اختلال في وظائف الجسم المختلفة واختلال في عمل الإنزيمات التي تحتاج إلى وسط معين للعمل, والتي من الممكن أن تؤدي إلى غيبوبة وموت.
وبالطبع نتيجة استهلاك مصادر الجسم المختلفة للطاقة, فمن الطبيعي أن تظهر أعراض على المريض كفقدان الوزن والجوع المتواصل.

عوامل الخطورة للإصابة بالمرض
لمرض السكر النوع الاول:
-       العوامل الوراثية و التاريخ العائلي: كأن يكون فرد من العائلة مصاب بمرض السكر النوع الأول.
-       أمراض البنكرياس التي تؤدي إلى عدم إفراز الإنسولين أو إفرازه بكميات غير كافية.
لمرض السكر النوع الثاني:
-       السمنة وزيادة الوزن.
-       عدم الحركة وممارسة الرياضة.
-       التقدم في السن: يزداد خطر الاصابة بالمرض مع التقدم في السن وخاصه فوق سن 45 عاماً.
-       ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول.
-       التاريخ عائلي لمرض السكر.
-       النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل.
-       النساء اللواتي أصبن بمتلازمة المبيض المتعدد التكيسات.

تحاليل تشخيص مرض السكر "النوع الأول والنوع الثاني":
سكر الدم
الطبيعي
المعرض للإصابة
مريض السكر
في حالة الصيام
70-100مل جرام/ديسيلتر
100-125مل جرام/ديسيلتر
126 مل جرام/ديسيلتر
عينة بعد ساعتين من الأكل
70-140مل جرام/ديسيلتر
 140-199 مل جرام/ديسيلتر
200 مل جرام/ديسيلتر
عينة خلال ساعات اليوم
ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
200 مل جرام/ديسيلتر
مع وجود الأعراض
هيموجلوبين "A1c"
4% - 5.9%
6% - 6.4%
6.5%
-        قياس مستوى الجلوكوز في الدم.

 فحص الجلوكوز (Tolerance):
يتم فحص تحدي الجلوكوز بتناول محلول  جلوكوز بتركيز 75 جرام وبعد ساعة واحدة يتم فحص الدم لقياس مستوى  السكر فيه, والذي يجب ألا يبلغ أو يتعدي 180 مل جرام/ديسيلتر في الحالات الطبيعية. وإذا تمّ قياس مستوى بعد ساعتين يجب ألا يبلغ أو يتعدى 155 مل جرام/ديسيلتر.

المضاعفات
-         تلف في الأعصاب وخاصةً الأعصاب الطرفية في الجسم. ويحدث القدم السكري نتيجة للعدوى المتكررة للقدم؛ نتيجة الإصابات المتكررة وعدم الإحساس بالقدم لتلف الإعصاب المُمدة لها.
-         تلف الأوعية الدموية في الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
-         ‏اعتلال الشبكية السكري وقد يؤدي إلى فقدان البصر.‏
-         ‏غالباً ما يعاني المصابون بالسكري من أمرض الكلى من ارتفاع ضغط الدم.

العلاج
1.     توعية المريض بشأن مرضه وأهمية الدواء وأخذ الجرعات في الوقت المحدد وبالكمية المحددة حيث أن نقصها أو زيادتها قد تسبب مشاكل خطرة.
2.     التوعية بتغيير نمط المعيشة ليكون بشكل صحي وأهمية الفحوصات الطبية الروتينية.
ويجب في كل خطوة من خطوات العلاج عند الفحص, الحفاظ على الهيموجلوبين A1C أقل من 7%.
3.     تدور الأدوية العلاجية لداء السكري بصفة عامة حول خفض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم وتسهيل عملية دخوله إلى الخلايا الجسدية لتغذيتها وتوفير الطاقة اللازمة لها، يقوم بهذه المهمة في النوع الأول، حقن إبر الإنسولين. أما النوع الثاني تبدأ الرحلة العلاجية بتغيير نمط المعيشة وذلك بتغيير العادات الغذائية، واتباع حميات صحية، والقيام بنشاطات رياضية. فإن لم تكن كافية فهناك أدوية كيميائية مساعدة لمعايرة السكر:
فالخط الأول للعلاج:
ميتفورمين, سلفونايليوريا, أو مُثبطات ألفا جلوكوسيديز.
الخط الثاني للعلاج:
سلفونايليوريا, ميتفورمين "إذا لم يكن في الخط الأول", أو مُثبطات ألفا جلوكوسيديز, أو مُثبطات دي بي بي-4 " مثبطات ببتيداز ثنائي الببتيديل", أو ثيازوليدين ديون.
الخط الثالث للعلاج:
الإنسولين الأساسي أو سابق التجهيز, أو مُثبطات ألفا جلوكوسيديز, أو مُثبطات دي بي بي-4, أو ثيازوليدين ديون, أو شبيه جلوكاغون لايك بيبتيد 1.
الخط الرابع للعلاج:
الإنسولين الأساسي بالإضافة إلى الإنسولين وقت الأكل.
 
كيفية التعامل مع الحالات الطارئة (ارتفاع وانخفاض السكر):
يمكن لمستويات السكر في الدم و التي تكون عالية جداً أو منخفضة جداً آن تتحول إلى حالة طوارئ في حالة عدم وجود علاج سريع ومناسب.
يمكن تقسيم حالات الطوارئ إلى زيادة نسبة السكر او انخفاضه، و نبدأ بالأخطر:
نقص السكر في الدم (Hypoglycemia):
حالة نقص السكر في الدم ويسمى في بعض الأحيان رد فعل الإنسولين لأنه أكثر شيوعا في مرضى السكري الذين يأخذون جرعة زائدة من الإنسولين .
يمكن أن يحدث النقص في أي نوع من السكري، النوع الأول أو الثاني كما أن له أسباب أخرى مثل أخذ بعض الأدوية عن طريق الفم، التهاون في وجبات الطعام، وممارسة الرياضة دون الاحتياطات المناسبة .
نعتبر المريض مصاباً بنقص السكر إذا كان مستوى السكر هو 70 مل جرام / ديسيلتر (9,3 مليمول / لتر) أو أقل, على الرغم من أنه قد يكون أعلى أو أقل اعتماداً على المريض.
و تكون الأعراض :عدم انتظام ضربات القلب، والتعرق، الدوخة، الارتباك، والتعب غير المبرر، والاهتزاز، والجوع، و احتمال فقدان الوعي. و كلما زادت فترة النقص في مستوى السكر، زاد احتمال حدوث مضاعفات في المخ خاصة، قد تؤدي إلى الغيبوبة والموت.
التعامل مع هؤلاء المرضى يكون بإعطائهم كربوهيدرات سريعة المفعول مثل قطعة حلوى او عصير. أما عند وصول المريض إلى المستشفى فيتم إعطاؤه الجلوكوز، وأيضا حقنة هرمون الجلوكاجون, والذي يحفز الكبد لإخراج الجلوكوز المخزن فيه.
ارتفاع السكر في الدم (Hyperglycemia):
تحدث هذه الحالة عند زيادة السكر عن ١٢٦ مل جرام / ديسيلتر، و قد تختلف اعتماداً على المريض؛ بسبب عدم وجود الإنسولين أو عدم وجوده بكمية كافية، وإذا ارتفع مستوى الجلوكوز عن ٣٠٠ مل جرام / ديسيلتر، يضطر الجسم إلى تحويل الدهون إلى أجسام كيتونية لتغذية المخ. المشكلة تكمن في ان هذه الاجسام الكيتونية تحول الدم إلى ناحية الحموضة، و هذا الشيء خطير جداً قد يؤدي إلى الغيبوبة.
أعراض زيادة نسبة السكر تكون: صعوبة في التنفس، رائحة من الفم تشبه رائحة الفواكه، التقيؤ، و قد يصاحبها ألم شديد في البطن.
و علاجها في حالة أن المريض واعي و قادر، أن يستخدم الأدوية حسب حالته و الموصوفة من الطبيب، كما أن ممارسة الرياضة يساعد على انخفاضها. أما إذا كان المريض مغماً عليه، فيكون العلاج في المستشفى بإعطاء المريض :
1.       الإنسولين: وذلك لعكس الضرر و تقليل نسبة الجلوكوز في الدم.
2.       السوائل: لتعويض ما فقده الجسم من التبول و التقيؤ، وأيضاً لتخفيف السكر في الدم. وقد تعطى عن طريق الفم أو المغذي الوريدي.
3.       الأملاح: وذلك لتعويض النقص من الأملاح بسبب التبول و التقيؤ. وخصوصاً البوتاسيوم لأن الإنسولين يخفض نسبته في الدم.

الوقاية
مرض السكر "النوع الثاني":
1.       تحسين العادات الغذائية: وهي من أهم العوامل المساعدة في الوقاية من مرض السكر.
·         الاستمتاع بمجموعة واسعة من الأطعمة المغذية
·         تناول الكثير من الخضار والبقول والفواكه
·         تناول الكثير من الحبوب (بما فيها الخبز والأرز والمعكرونة والشعرية)، ويفضل الحبوب بأكملها
·         تضمين اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن و / أو البدائل
·         تضمين الحليب واللبن والجبن و / أو البدائل - الأنواع المنخفضة الدهون ينبغي تشجيعها بالنسبة للأطفال الكبار والمراهقين
·         اختيار الماء كشراب
·         الحد من الدهون المشبعة والاستهلاك المعتدل لمجموع الدهون
·         اختيار الأطعمة قليلة الملح
·         استهلاك فقط كميات معتدلة من السكر والمواد الغذائية / المشروبات التي تحتوي على السكريات المضافة
2.       تخفيف الوزن: حيث كلما زادت الدهون زادت فرصة الإصابة بالمرض .
3.       القيام بنشاطات بدنية رياضية: نصف ساعة يومياً للقيام ببعض الأنشطة الرياضية كالمشي السريع, الهرولة, الجري, ركوب الدراجة, السباحة.
إذا كان تركيز الجلوكوز او السكر في دمك 300
مل جرام / ديسيلتر يجب أن لا تؤدي الرياضة لأنه من الممكن أن يزيد تركيز السكر أكثر.
إذا كان تركيز الدم عندك أقل من 100
مل جرام / ديسيلتر قبل ان تقوم بالرياضة يجب أن تتناول وجبة خفيفة.
4.       الإقلاع عن التدخين: فالتدخين أيضاً يساهم في زيادة خطر الإصابة بمرض السكر وأمراض الجهاز القلبي الوعائي.
5.       إجراء الفحص الطبي الدوري لمستوى السكر في الدم.
مرض السكر "النوع الأول" لا نستطيع الوقاية منه لأنه متعلق بالجينات وجهاز المناعة.

نيفين علي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق