الاثنين، 23 ديسمبر 2013

لنعرف أكثر - تعريف ارتفاع ضغط الدم

تعريف ارتفاع ضغط الدم :

ان ارتفاع ضغط الدم معروف بفرط التوتر الشرياني (من اشهر الامراض الحديثة الشائعه و المتعلقة بأمراض القلب و الأوعيه الدمويه و الكلى) ، و يعتبر ضغط الدم مرتفعاً اذا كان زائداً عن المعدل الطبيعي و هو 120/80 ملم زئبق ، نتيجة لخلل بأحد العوامل الرئيسيه التاليه التي تتحكم في ضغط الدم و هي :
•           أمراض القلب و الأوعيه الدمويه في حد ذاتها كتصلب الشرايين على سبيل المثال لا الحصر.
•           أمراض الجهاز العصبي .
•           أمراض الجهاز الهرموني و الغدد الصماء .
•           أمرض الجهاز البولي كالفشل الكلوى.


أنواع ارتفاع ضغط الدم :

1- النوع الإبتدائي : و لا يزال مجهول السبب ، و لكن هناك احتمالات و بعض عوامل قد تكون هي السبب مثل الوراثه ، و التوتر النفسي، و العادات الصحيه السيئة مثل افراط تناول الاطعمه المالحة و الغنيه بالدهون و الحلويات و التي ترفع نسبه الأنسولين في الدم ، و لا اخفي عليكم أنه يمثل نسبة 95% من حالات ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة.

2- النوع الثانوي : يمثل نسبه 5% من حالات ارتفاع ضغط الدم ،و اسبابه معروفه ، و يعتبر نتيجة لمرض سابق " ابتدائي "، مثل الفشل الكلوي او ضيق شريان الأورطى ، أو امراض الجهاز الهرموني مثل نقص افراز الغدة الدرقيه او افراط افرازها لهرمون الثيروكسين ، او امراض الغدة النخاميه و الكظريه كأفراط افراز هرمون الالدستيرون الذي يقلل من تخلص الكلى من الصوديوم و السوائل مما يسبب زيادة في حجم السوائل في الأوعيه الدمويه ثم ارتفاع بضغط الدم .

و اذكر بأن تصلب الشرايين قد يحدث لاسباب متعدده مثل الاصابه بامراض مختلفة منها ما هو وراثي و منها ما هو عضوي ، بالإَضافه لبعض انواع الأدويه التي تزيد من نسبة الدهون بالدم على المدى البعيد ، كالكورتيزون و الهرمونات الصناعيه و حبوب منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين و البروجستيرون مثلاً.

3- و هناك انواع اخرى ، منها ارتفاع ضغط الدم المتسارع و منها ارتفاع ضغط الدم عند رؤية الكوت ( المعطف) الابيض الذي يرتديه الأطباء و التمريض و بعض الاختصاصيين.


عوامل الخطر و المسببات :
•           أشد مخاطر ارتفاع ضغط الدم هو احداث سكتات دماغيه او قلبيه ، و قد اطلق عليه اسم القاتل الصامت ، لان كثير من الناس تصاب بمضاعفات ارتفاع ضغط الدم المميته دون معرفة مسبقة باصابتهم بارتفاع ضفط الدم الذي ربما لا تظهر اعراضه و علاماته على بعض الاشخاص أو اهمالهم للمرض مسبباً الموت المفاجئ .
•           العمر/ يزيد خطر الاصابه بارتفاع ضغط الدم بعد سن 30عام.
•           النوع / الذكور اكثر عرضة من النساء اللاتي لم يدخلن مرحله الأمان ( سن اليأس بعد الاربعين سنه)، اي بعد توقف الطمث ( الدوره الشهريه) ، ثم اذا دخلن سن الأمان و توقف الطمث ، تنقلب نسبة الخطر بحيث تصبح النساء اكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم مقارنه بالرجال ، و ذلك للاضطرابات الهرمونيه التي تحدث بعد توقف التبويض .
•           العرق / حيث أن افريقي امريكيا اكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم من غيرهم و يرجع ذلك لعوامل وراثية في أغلب الاحيان.
•           تناول الأدويه المسببه لارتفاع الدهون في الدم .
•           التاريخ الصحي ، و العوامل الوراثية .
•           الإصابه ببعض الأمراض المزمنه كأمراض السكري و تصلب الشرايين و امراض الغدد الصماء و امراض الكلى و الفشل الكلوي.
•           العادات الصحيه السيئة و تشمل التدخين ، افراط تناول الدهون و السكريات و اللحوم و البدانه و قله ممارسة الرياضة بانتظام ، و شرب ما حرم الله الخمر.
•           قله تناول الأطعمه الليفيه كالفواكه و الخضراوات .
•           الارهاق البدني و الضغط النفسي .


الأعراض و العلامات :
•           غالباً ما يكون بلا اعراض و علامات ( القاتل الصامت) ، و يتم اكتشافه بالصدفة في بعض الحالات.
•           عند ارتفاع ضغط الدم قد تظهر اعراض شائعه مثل الصداع أو الدوار " الدوخه "، و اضطراب الرؤيه ، ضيق التنفس احياناً ، الثقل و الخمول .
•           اعراض هبوط أو فشل عضلة القلب و تورم الاطراف السفليه ، ورجفان بالقلب.
•           اعراض التهاب المجرى و احمرار البول.
•           طنين الأذن و نزيف الأنف .


التشخيص :
•           يتم التشخيص من خلال التاريخ الصحي و الفحص السريري و قياس ضغط الدم ، حيث يتم متابعه ضغط الدم اذا كان يساوي 140/90 ملم زئبق أو اكثر ، من خلال ثلاث زيارات .
•           تخطيط كهربائي للقلب ECG.
•           صورة اشعه للصدر X-Ray.
•           تحاليل الدم  CBC : هو صورة الدم و كيمياء الدم و نسبة الدهون الثلاثيه و الكولستيرول بنوعيه ( الجيد و السيء).
•           تحاليل الدم للكشف عن امراض الغدد الصماء و أنزيمات القلب وتحاليل وظائف الكلى والكبد.
العلاج /
يتم تقديم العلاج المناسب باخذ المسبب بعين الاعتبار و كذلك مراعاة التحاليل و المتابعه.


تعديل انماط الحياه الغير صحيه من خلال :
•           تنظيم الأكل و الوجبات و عدم الافراط بتناول البروتينات و السكريات و الدهون و    الاملاح.
•           عليك بزيادة تناول الاطعمه المحتويه على البوتاسيوم كالموز و البرتقال ، إلا في  حالات امراض الفشل الكلوي فيمنع تناول الاطعمه الغنيه بالبوتاسيوم و الفسفور .
•           عليك بتناول الفواكه و الخضروات الطازجة قدر الامكان .
•           ممارسة الرياضة بانتظام و تخفيف الوزن و الابتعاد عن الكحوليات .
•           قراءة القرآن الكريم ، فعل الخيرات و تقديم الصدقات ، و التقليل من الضغط النفسي.
•           التوقف عن التدخين بشكل نهائي و لا تجعل سيجارة تتحكم فيك ، فأنت سيد قرارك.
•           استشر طبيباً قبل تناول اي دواء ، فبعض الأدوية كمسكنات الالم و مضادات الالتهابات قد تسبب ارتفاعاً في نسبة الدهون أو الانسولين أو السكر بالدم.
•           اذا لم ينخفض ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي بعد الحمية الغذائية و النظام الرياضي الموصوف بواسطة الطبيب أو الممرض ، يتم اعطاء المريض مضادات ارتفاع ضغط الدم و مدرات البول و تشمل :
•           Diuretics – ديوريتيك.
•           Beta-blockers – بيتا بلوكير.
•           Calcium channel blockers – كالسيوم شانيل بلوكير.
•           Angiotensin -converting Enzyme (ACE) inhibitors – أنجيوتينسين كونفيرتين إنزيم إنهيبيتور.
•           Angiotensin receptor blockers )ARBs) – أنجيوتينسين ريسيبتور بلوكير.
•           Alpha blockers – الفا بلوكير.
•           Hydralazine – هيدرالازين.
•           Minoxidil – مينوكسيديل.
•           Diazoxide – ديازكسايد.
•           Nitroprusside – نيتروبروسايد.

المضاعفات :
تكثر المضاعفات و اغلبها أمراض القلب و الأوعية الدموية و أمراض الكلى و الجهاز الهضمي و أمراض الجهاز العصبي و السكتات الدماغية ، و اليكم تفاصيل اكثرو أنصحكم بقراءتها :

•           اضرار القلب : يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى أمراض القلب و الأوعية الدموية بعدد من الطرق، فأولا يجب على القلب أن يعمل جاهدا وبقوة أكبر لأنه يضخ الدم ضد ضغط يفوق الضغط الطبيعي، وتماما مثلما تتضخم عضلات ذراعك عندما ترفع الأثقال فإن الجدار العضلي للقلب خاصة البطين الايسر، يتضخم ويزداد سمكا بسبب الجهد البالغ لضخ الدم. وبعكس عضلات ذراعك، فإن عضلات القلب الأكثر سمكا لا تكون بالضرورة أكثر قوة. وحقا، فنظرا لأن إمداد القلب بالدم ( عن طريق الشرايين التاجية ) لا يزيد في الغالب بنفس الدرجة التي تتحقق لعضلات الذراع ، فإن القلب قد يصبح بالفعل أكثر ضعفا بعد مرور سنوات من ارتفاع ضغط الدم . وفي النهاية فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى قصور أو فشل بعضلة القلب.

•           التصلب العصيدي للشرايين : إن ارتفاع ضغط الدم هو أحد أسباب التلف الذي يصيب الجدر الداخلية للشرايين في بادئ الامر، والذي يؤدي فيما بعد إلى حدوث التصلب العصيدي، فضعط الدم المرتفع يسبب تشققات مجهرية في البطانة الداخلية للشرايين، وهذه التشققات تتيح تربة خصبة لتكون ترسبات دهنية عليها، وفي النهاية، فإن هذه الانسدادات تعوق قدرة الدم على حمل الاكسجين والعناصر الغذائية إلى العضلات التي تغذيها. وبهذه الطريقة، فإن ارتفاع ضغط الدم يفرض تهديدا مزدوجا للقلب . فأولا، هو يزيد عبء الشغل المفروض على عضلة القلب مما يزيد احتياج عضلة القلب للأكسجين و العناصر الغذائية . وثانيا، هو يقلل إمداد عضلة القلب بالأكسجين و العناصر الغذائية عن طريق زيادة التصلب العصيدي للشرايين التاجية . وهذان العاملان يؤديان معا إلى زيادة قابلية حدوث نوبة القلب و هبوط القلب.

•           اضرار الكلى : ارتفاع ضغط الدم يزيد أيضا التصلب في الشرايين التي تغذي أعضاء أخرى . فقد تحدث عواقب أخرى إذا حرمت تلك الأعضاء من الأكسجين و العناصر الغذائية التي تحتاجها . إن تضيق الشرايين التي تغذي الكليتين يمكن أن يسبب اضطرابا في وظائف الكليتين . فحينما يقل توارد الدم إلى الكليتين، فإن الجسم يفرز هرمونا يسمى الرنين الذي يبدأ في إحداث سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تجعل الشريينات تزداد تصلبا ، والنتيجة هي ضغط الدم المرتفع الذي يؤدي إلى تلف الكلى والذي يؤدي بالتالي إلى مزيد من ارتفاع ضغط الدم.

•           الانورسما : ثمة وسيلة يسبب بها ارتفاع ضغط الدم أضرارا بالشرايين وهي عن طريق إضعاف جدر الوعاء الدموي وجعلها تتمدد . وهذا يمكن أن يؤدي إلى تكون انتفاخات تشبه البالون ويسمى منها أنورسما . و انتفاخات الأنورسما مثل البالون ، تنفجر عندما تتعرض لزيادة كبيرة جدا في الضغط . وتلك الانتفاخات تتكون بدرجة أكبر في الشرايين الصغيرة للمخ أو العينين أو الكليتين أو في الاوعية الدموية الأكبر حجما مثل الأورطي . و انفجار الانورسما في الشرايين الصغيرة للعينين يمكن أن يؤدي إلى اضطراب بصري وربما العمى.

•           السكتات المخية أو الدماغية : ارتفاع ضغط الدم غير المعالج يمكن أن يؤدي إلى السكتات المخية عن طريق إحداث تصلب في الشرايين التي تغذي المخ بالدم . والتضيّق الناتج يمكن أن يقلل تدفق الدم ويحرم جزءآ من المخ من الأكسجين والعناصر الغذائية التي يحتاجها. وهذا يسمى السكتة المخية الاسكيمية . و إرتفاع ضغط الدم يمكن أيضآ أن يسبب إنفجار أوعية دموية في المخ مما يسبب نزيفآ في المخ ، ويحدث النزيف عندما يكون ضغط الدم المرتفع قد أضعف جدر الشرايين في المخ . و السكتات الدماغية الإسكيمية و أنزفة المخ يمكن أن يسبب كل منهما فقدآ مدمرآ ومستديمآ للنطق و القوة و الادراك و الاحساس . ويمكن أن يؤديا أيضآ إلى الغيبوبة و الوفاة . وقد ظهر أيضآ أن ارتفاع ضغط الدم المزمن يسبب إنكماش نسيج المخ في الاشخاص الذي تجاوزوا سن الخامسة والستين.

•           امراض أخرى تسبب تدهور الاضرار الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم : إن الأضرار التي تصيب القلب و المخ وغير ذلك من الأعضاء نتيجة لارتفاع ضغط الدم تكون أكثر قابلية للحدوث إذا كنت تعاني من حالات أخرى تؤثر على الجهاز القلبي الوعائي . وهذه العوامل الضارة تشمل مرض السكر و ارتفاع مستويات الكوليسترول أو وجود تاريخ عائلي لمرض بالقلب . إن تشخيص ضغط الدم المرتفع وعلاجه يكون أكثر ضرورة وإلحاحآ بصفة خاصة إذا كنت تعاني أيضآ من واحدة أو أكثر من تلك الحالات الأخرى.

واخيراً اتمنى للجميع دوام الصحة و العافيه ، و اسأل الله العلي العظيم أن يشفي جميع مرضى المسلمين حول العالم ، و لا تنسوني من صالح دعائكم إن شاء الله .


كاتبة المقال : دانية جاوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق