الإعجاز العلمي والطب النبوي ـ الداء والدواء في جناحي الذبابة

 

الداء والدواء في جناحي الذباب





في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء )) ومعنى امقلوه : اغمسوه



وفي رواية : ((إذا وقع الذبابُ في إناءِ أحدِكم فليغمسْه كلَّه ، ثم ليطرحْه ، فإن في أحدِ جناحيه شفاءً وفي الآخرِ داءً )) . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري



لقد كشفت أبحاث حديثة عن وجود عدد كبير من البكتريات النافعة و الضارة على جناحي الذباب وقد لوحظ وجود نوع من أنواع البكتريا الأكثر شراسة على أحد جناحي الذباب والذي يسمى بـ B.crculance . هذا النوع من البكتريا يفرز مادة مضادة للحيوية قاتلة لأنواع عديدة من البكتريات في زمن قصير جدا ، حيث اتضح من خلال التجارب والأبحاث أن أقل تركيز من هذه المادة الكافي لقتل أنواع كثيرة من البكتريا السالبة أو الموجبة الجرام هو 5 ميكروجرام لكل ملليلتر (5ug/ml ) .


لذلك لعلنا نجد الحكمة في غمس الذباب في الإناء في قوله صلى الله عليه وسلم :



(( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه شفاء وفي



الآخر داء ))



وكما نلاحظ فإن الفاء في امر الرسول صلى الله عليه وسلم " فليغمسه" يفيد السرعة بينما



" ثم " يفيد التراخي و البطء



لذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بغمس الذباب بسرعة لأنه قد يتعلق على سطح السائل بسبب التوتر السطحي وكلمة ثم بعد الغمس تعطي فرصة للأنواع المفيدة من البكتريا بإفراز المواد المضادة و القاتلة (الدواء والشفاء) للأنواع الضارة من البكتريا (الداء) .



ومن العجيب فإن هذه المادة تظل فعالة ونشطة في أمعاء الإنسان ، وهذا لأن هذه البكتريا تستطيع التعايش في أمعاء العائل ، فهي تتحمل درجات الحرارة العالية ، تأثير الإشعاع ، تأثير المواد الكيميائية و البرودة وهذا يعني أن الذباب حتى لو سقط في إناء به طعام أو شراب ساخن أو بارد فإن البكتريا المفيدة (الدواء) تظل نشطة وتفرز المادة الفعالة القاتلة لأنواع الميكروبات الأخرى بأقل تركيز وهو 5ug/ml أي أن 5 جرام من المادة كافية لتعقيم 1000 لتر من اللبن أو أي سائل أو طعام .



ويتضح لنا ايضا في غمس الذباب ميكانيكية عمل المادة الفعالة (الدواء) حيث أن إفراز هذه المادة من انواع البكتريا النافعة والفطريات يعتمد على وجود وسط ، وهو هنا الطعام أو الشراب الموجود داخل الإناء . حيث يسمح هذا الوسط لأن يتقابل كل من الداء والدواء وجها لوجه فيتم القضاء على البكتريا الضارة من قبل البكتريا النافعة . وقد وجد أن المادة المضادة للحيوية لا تتحرر من الخلايا الفطرية إلا إذا امتصت السائل وعند ذلك فإنه بواسطة الخاصية الاسموزية تنتفخ ثم تنفجر مطلقة محتوياتها قاضية بذلك على البكتريا الضارة .




الكاتبة : إلهام بنتن

المصدر : موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي