الاثنين، 2 يونيو 2014

لنعرف أكثر - التهاب السحايا

التهاب السحايا هو أحد الأمراض الأساسية المسببة للوفاة حول العالم, لنتعرف عنه عن قرب. ما هو وما يرتبط به من أعراض وعلاج وما إلى ذلك.
السحايا هي الأغشية الدماغية المغلفة للمخ والحبل الشوكي وتتكون من ثلاث طبقات, ويوجد بين الطبقتين الخارجتين السائل النخاعي.
التهاب السحايا هو التهاب الأغشية الدماغية المحاطة بالمخ والحبل الشوكي "السحايا" نتيجة لعدوى بكتيرية, أو فيروسية , أو فطرية, أو طريقة غير معدية نتيجة لحساسية أو مرض مناعي.
انتشار المرض
يحدث التهاب السحايا بصورة أكبر لمن هم تحت سن الخامسة عشرة, ومن الممكن أن يشمل من هم أقل من خمس سنوات. وتتميز العدوى البكتيرية للمكورات السحائية "Neisseria meningitidis" بالانتشار السريع خاصةً في الأماكن العامة؛ كالمدارس. وتتميز العدوى البكتيرية للمستدمية النزلية "Haemophilus ifluenzae" بشيوعها بين الأطفال أكثرعند سن العاشرة ولكنها قلت بشكل كبير بعد الاستخدام المنتشر لللقاح المخصص لها. وعلى النقيض, فالتهاب السحايا نتيجة العدوى البكتيرية للمكورات الرئوية “Streptococcus pneumoniae” يشمل جميع الأعمار من حيث الإصابة.
كيفية حدوث المرض
من الممكن حدوث التهاب السحايا بعد عدوى بكتيرية للجهاز التنفسي العلوي منه وصلت إلى الدم ثم إلى السحايا وممكن أيضاً أن تنتشر مباشرةً عن طريق مناطق مصابة بالعدوى البكتيرية؛ كالجيوب الأنفية أوالخشائية. وعادةً ما يكون التهاب السحايا البكتيري مقتصر على السحايا ولا ينتقل لأنسجة المخ المجاورة, وإنما من الممكن أن يحدث انتقاله عند تأثر الأوعية الدموية وبسبب الالتهاب وآثاره.
أعراض المرض
·        حمى
·        صداع
·        قيء أو غثيان
·        تعب وإجهاد ونعاس
·        حساسية تجاه الضوء
·        تشوش وتهيج
·        تشنج الرقبة
·        طفح جلدي في بعض الحالات؛ كالعدوى البكتيرية للمكورات السحائية
تبدأ الأعراض إما بشكل مداهم وهي أخطرها أو تزيد بشكل تدريجي على مدار 1-7 أيام, أو أنه يتداخل مع عدوى للجهاز التنفسي العلوى خلال1-3 أسابيع وهي الأصعب تشخيصاً.
ليس بالضرورة توفر جميع الأعراض لدى المريض خاصةً لدى الصغار تحت سنتين حيث أن للمولودين حديثاً أعراض معينة:
·        حمى شديدة
·        بكاء متواصل
·        نوم زائد أو تهيج
·        تغذية ضعيفة
·        انتفاخ في يافوخ الرضيع
·        تشنج في جسم الرضيع ورقبته
الطفل الرضيع المُصاب بالتهاب السحايا, من الصعب إراحته, ويبكي بشدة أكبر عند حمله.

عوامل الخطورة
·        عدم أخذ التطعيمات اللازمة
·        العمر: حيث أن معظم حالات التهاب السحايا الفيروسي يحدث في الأطفال أقل من خمس سنوات. أما التهاب السحايا البكتيري فيحدث أكثر شيوعاً لمن هم أقل من عشرين سنة.
·        العيش في مناطق التجمعات, كالقواعد العسكرية والمدارس الداخلية ومراكز رعاية الأطفال. خاصةً للعدوى البكتيرية بالمكورات السحائية التي تنتقل عبر الجهاز التنفسي.
·        الحمل: نتيجة لزيادة احتمال الإصابة ببكتيريا الليستريا, التي من الممكن أن تسبب التهاب السحايا.
·        مَن يعاني من نقص في المناعة: كمرضى الإيدز, متعاطي الكحوليات, مرضى السكر, متعاطي أدوية مثبطة للجهاز المناعي؛ يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا.
أسباب المرض
·        بكتيريا (التهاب حاد أو مزمن):
المكورات الرئوية "Streptococcus pneumonia"
المكورات السحائية "Neisseria meningitidis"
المستدمية النزلية "Haemophilus influenzae"
المستوحدة الليستريا "Listeria monocytogenes"
·        فيروسات:
فيروس القوباء البسيط "Herpes simplex"
فيروس الإيدز "HIV"
فيروس التهاب الغدة النكافية "Mumps"
·        فطريات (التهاب مزمن):
الأدعومية المستخفية "Cryptococcus neoformans" عند مرضى الإيدز, ولقد كان في 2012 انتشار واسع له بسبب حُقن كورتيكوستيرويد ملوثة, كانت تُستخدم لعلاج آلام الظهر والرقبة.
·        غير معدي:
نتيجة لتفاعلات كيميائية.
حساسية من أدوية.
بعض أنواع السرطان والأمراض الالتهابية؛ كداء الساركويد.
تشخيص المرض
أخذ التاريخ الطبي للمريض ومعاينة المريض وعمل اختبارات تشخيصية معينة:
·        أخذ عينة دم لزراعة عينة أو صبغها لرؤية ما إذا كان هناك كائنات دقيقة.
·        يتم أخذ عينة من السائل النخاعي للمريض لفحصه لحساب عدد خلايا الدم البيضاء ,وتركيز سكر الجلوكوز, والبروتينات, فيه. ويتم صبغ عينة لفحصها تحت المجهر الضوئي لرؤية ما إذا كان هناك عدوى.
حيث تسبب العدوى زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء والبروتينات ونقص في تركيز سكر الجلوكوز في السائل النخاعي.
تمييز التهاب السحايا بعد إصابة للدماغ أو جراحة فيه يكون صعباً؛ حيث يكون صعب التفريق بين أعراض كلٍ منهم. يشير انخفاض مستوى سكر الجلوكوز في السائل النخاعي إلى وجود عدوى ولكن من الممكن حدوثه في حالات أُخرى.
العلاج
·        يتطلب التهاب السحايا البكتيري الدفع الفوري بالمضاد الحيوي المناسب للحد من المضاعفات, ويجب التأكد من أن هذا النوع من البكتيريا ليس مقاوماً للمضاد الحيوي المحدد. ويعتمد نوع المضاد الحيوي أو مجموعة المضادات الحيوية المُستخدمة على نوع البكتيريا التي تم تشخيصها, حيث يقوم الطبيب المعالج بإعطاء المريض مضاد  حيوي واسع الطيف قبل تحديده لنوع البكتيريا؛ لأنه يجب البدء سريعاً بالعلاج.
يجب عزل المريض حتى يتعافى, والتخلص من فضلاته المتعلقة بالرشح والسوائل بشكل آمن لمنعه من عدوى من حوله.
·        التهاب السحايا الفيروسي ليس له علاج ولكنه يشمل: الراحة السريرية, استهلاك كميات جيدة من السوائل, ومسكنات للألم وخافض للحرارة.
إذا كان نوع الفيروس هو القوباء "
herpes", فإنه يتوفر مضاد فيروسي لعلاجه.
·        إذا لم يتم تحديد سبب العدوى فيبدأ الطبيب المعالج بمضادات حيوية ومضادات للفيروسات حتى يتم تحديد السبب.
·        يتم علاج التهاب السحايا الفطري بمضادات للفطريات ولكن لا يتم البدأ بها إلا عند التأكد من أن الإصابة فطرية, حيث أن هذه العلاجات لها آثار جانبية خطيرة.
·        التهاب السحايا غير المعدي بسبب حساسية أو مرض مناعي يتم علاجه بأدوية الكورتيزون, وفي بعض الأحيان لا يحتاج للعلاج حيث يتحسن من تلقاء نفسه.
·        يتطلب التهاب السحايا المتعلق بالسرطان؛ علاج السرطان نفسه.

المضاعفات
كلما زادت فترة الإصابة بدون علاج كلما زادت فرصة الإصابة بنوبات وتلف عصبي دائم, يتضمن:
·        فقدان السمع
·        مشاكل في الذاكرة والتعلم
·        تلف في المخ
·        مشاكل في المشي
·        فشل كلوي
·        صدمة "انخفاض شديد في ضغط الدم" والموت
الوقاية
·        غسل اليدين والحفاظ على النظافة.
·        الحفاظ على الصحة من خلال نظام غذائي رياضي صحي.
·        تغطية الفم والأنف عند الكحة أو العطس.
·        عند الحمل, يجب العناية كثيراً بالطعام وطريقة طهيه بشكل كامل خاصةً اللحوم والألبان.

·        أخذ التطعيمات اللازمة.

نيفين علي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق