الأحد، 24 نوفمبر 2013

اشراقة ماضي - ابن النفيس



ابن النفيس 
{ مكتشف الدورة الدموية }

إنه الفقيه الطبيب العلامة علاء الدين علي بن أبي الحزم , القرشي (بلدة ما وراء النهر ) الدمشقي , الملقب بابن النفيس , و هو سوري ولد في قرية (قرش) بالقرب من دمشق (607 -687 هـ \ 1210 -1288 م )

أعلم الناس في عصره , و أعظم و أشهر عالم بوظائف الأعضاء في القرون الوسطى برمتها , و الرائد الذي مهد الطريق أمام وليام هارفي , العالم الفسيولوجي الإنجليزي مكتشف الدورة الدموية الكبرى سنة (1728 م ) .. استطاع اكتشاف الدورة الدموية الصغرى و أن يصفها لأول مرة ليكون رائدا لمن أتو بعده .


قال عنه السبكي : و أما الطب فلم يكن على وجه الأرض مثله , قيل : ولا جاء بعد ابن سينا مثله .
قالوا :و كان في العلاج أعظم من ابن سينا .
و قال الإسنوي :كان إمام وقته في فنه شرقا و غربا بلا مدافعة , أعجوبة فيه و في غاية الذكاء .



# نشأته :
كغيره من العلماء المسلمين بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم , و النحو و اللغة , و الفقه و الأصول و الحديث , و المنطق و السيرة و غيرها , ثم و في سنة ( 629 هـ \ 1231 م ) و هو في الثانية و العشرين من عمره اتجه إلى دراسة الطب , وذلك بعد أزمة صحية ألمت به .

و كان تعليمه الطب في دمشق على يد طبيب العيون البارع مهذب الدين عبدالرحمن المشهور باسم الدخوار , و هو احد كبار الاطباء في التاريخ الإسلامي , و كان في ذلك الوقت كبير الأطباء في البيمارستان النوري العظيم .



# ابن النفيس و الدورة الدموية :

اقترن اسم ابن النفيس باكتشاف الدورة الدموية الصغرى , و التي سجلها بدقة في كتابه (شرح تشريح القانون ) إلا أن هذه الحقيقة ظلت مختفية قرونا طويلة و نسبت وهما إلى الطبيب الإنجليزي وليام هارفي (1068 هـ \ 1657 م )و الذي بحث في دورة الدم بعد وفاة ابن النفيس بأكثر من ثلاثة قرون , و ظل الناس يتداولون هذا الوهم حتى أبان عن الحقيقة الدكتور محيي الدين التطاوي في رسالته ( الدورة الدموية تبعا للقرشي ) حيث عثر على مخطوطة (شرح تشريح القانون ) لابن النفيس في مكتبة برلين و قام بإعداد رسالة الدكتوراه عنها



# مؤلفات ابن النفيس :

خلف ابن النفيس مؤلفات علمية عديدة , نشر بعضها و مازال الآخر في غياهب المكتبات و حبيس رفوف المخطوطات و لم ير النور بعد , و من مؤلفاته ما يلي :

* شرح تشريح القانون
تبرز قيمته في وصفه للدورة الدموية الصغرى , و اكتشافه أن عضلات القلب تتغذى من الأوعية المبثوثة في داخلها لا من الدم الموجود في جوفه , كما تظهر ثقة ابن النفيس في علمه حيث نقض كلام أعظم طبيبين عرفهما العرب في ذلك الوقت و هما : جالينوس و ابن سينا

* الشامل في الصناعة الطبية
يعتبر أضخم موسوعة طبية يكتبها شخص واحد في التاريخ الإنساني

* الموجز في الطبو يعتبر هذا الكتاب مرجعا لكل من أراد دراسة الطب و ممارسة هذه المهنة العظيمة .
و الجدير بالذكر أنه توجد نسخ منه على شكل مخطوط في كل من باريس و أكسفورد و فلورنسا و ميونخ و الأسكوريال , و قد نال تقدير و إجلال أطباء العالم لذا فقد كثرت ترجمته إلى اللغات الأجنبية

* شرح فصول أبقراط

* المهذب في الكحل المجرب

* المختصر في أصول علم الحديث



و في أيامه الأخيرة مرض ابن النفيس مرضًا شديدًا , و قد حاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر إلا أنه دفعها عن فمه , و هو يقاسي عذاب المرض قائلاً : لا ألقى الله تعالى و في جوفي شيء من الخمر.





من كتاب : 
قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية
د.راغب السرجاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق