الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الإعجاز العلمي في مواقيت الصلاة




كيف تتوافق مواقيت الصلاة مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم ؟








هل سبق وأن فكرت في يومٍ ما أن ما تقوم به من عبادات ، فوائدها لا تقتصر على جني الحسنات ومحو السيئات ؟
بل تمتد الى جسدك ؟ ذلك الجسد الذي خلقه الله وهو أعلم بما يضره وما ينفعه !




{ فالله جل وعلا لم يأمرنا بفعل شيء إلا وفيه الخير لنا ولم يأمرنا بتجنب شيء إلا وفيه الضرر لنا }
حقيقةٌ يؤمن بها كل مسلم .. فكل صانع يعلم خبايا صنعته ؛ فالأولى الخالق-سبحانه وتعالى- الذي هو أعلم بمخلوقاته.


فهنالك عدة من الأوامر التي يجب على المسلم القيام بها ويكون محاسبًا عليها بعد بلوغه ، ومنها: أركان الإسلام الخمس.
وتأتي الصلاة ركنًا ثانيًا ؛ حيث وجب على المسلم أدائها خمس مرات يوميًا ، وفي هذا حكمة ثبت علميًا سببها !
فهل يا ترى تسائلت يومًا عن المغزى من ورائها ؟!


إذًا لنكتشف السبب معًا :




لقد أظهرت البحوث العلمية أن مواقيت الصلاة
تتوافق تمامًا مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم
مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله.. 
فكيف يحدث ذلك ؟!







نبدأها مع صلاة الفجر .. التي يتكاسل العديد منا للاستيقاظ لها 
والنصف الآخر يفوتها حتى طلوع الشمس ، فماذا يحدث وقت صلاة الفجر ؟

نجد الدكتور زهري رابح في كتابه الاستشفاء بالصلاة يقول : 

أن الكوريتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الانسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلاءم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا يشعر الانسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجد والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترميم وابن ماجه والإمام احمد " اللهم بارك لامتي في بكورها " ليس فقط جسد الانسان ، حتى المحيط الذي يحيط به يحتوي على غاز الأوزون الذي ينشط الجهاز العصبي والنشاط الذهني والعقلي .

****





أما وقت صلاة الظهر فنجد الحال ينعكس فعندما يشعر الانسان بالتعب والإنهاك يكون ذلك نتيجة أن هرمون الكوريتيزون يقل إفرازه في هذه الفترة وفي هذا الوقت قال الرسول صلى الله عليه وسلم " أقيلو فإن الشياطين لا تقيل " حيث أنه قد ثبت علميًا أن جسم الانسان يقوم بإفراز مادة كيمائية مخدرة تُحرضه على النوم وإذا ما استغنى الانسان عن أخذ القيلولة يتناقص التوافق العضلي العصبي طوال اليوم .


كذلك ثبت انه خلال هذه الفترة من النهار تحدث زيادة للنشاط القلبي ، 
وبالتالي يجب التوقف عن النشاط لفترة وذلك لتجنب الإجهاد في هذه الفترة من الظهر

****





أما صلاة العصر ففيها يتجلى السر البديع في التوصية بالمحافظة على صلاة العصر
وذلك بقوله تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)


ففي هذه الفترة يعود معها النشاط حيث يزداد إفراز الأدرينالين فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم والقلب -بصفة خاصة النشاط القلبي- ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسد والقلب لاستقبال هذا النشاط المفاجئ والذي عادة ما يتسبب بالمصاعب لمرضى القلب نتيجة للتحول المفاجئ .


****





أما وقت صلاة المغرب :
فحينها يقل إفراز الكورتزون ويبدأ نشاط الجسم بالنقصان وذلك مع التحول من الضوء للظلام عاكسًا ما يحدث في صلاة الفجر تمامًا حيث يزداد مستوى الميلاتونين التي تشجع على الاسترخاء والنوم ويتكاسل الجسم حيث تكون صلاة المغرب بمثابة محطة انتقالية .


****





وينتهي اليوم بصلاة العشاء :
حيث تكون آخر محطة في الحياة اليومية حيث جاء في مسند الامام أحمد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في احد الأيام وظن الناس أنه صلى ولن يخرج فقال صلى الله عليه وسلم : " اعتموا بهذه الصلاة_ أي اخروها الى العتمة _ فقد فُضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم " ففي هذه الفترة يكون موعد الانتقال من النشاط الى الراحة عكس صلاة الصبح وتصبح محطة ثابتة لانتقال الجسم من سيطرة الجهاز العصبي " الودي " الى سيطرة الجهاز "غير الودي " لذلك فقد يكون هذا هو السر في سنة تأخير هذه الصلاة الى قبيل النوم للانتهاء من كل المشاغل ثم النوم مباشرة بعدها وفي هذا الوقت تنخفض حرارة الجسم وتنخفض دقات القلب وترتفع هرمونات الدم بالإضافة الى نشاط جهاز المناعة .


****



المصدر: كتاب طب العبادات للدكتور جمال الزكي.










هناك تعليقان (2):