السبت، 23 نوفمبر 2013

مستجدات طبية - فيروس كورونا

فيروس كورونا


في الحقيقة، تعد عائلة فيروسات كورونا من أكثرأنواع الفيروسات انتشاراً ويصاب بها معظم الأشخاص في فترة من حياتهم.
تسبب هذه العائلة أمراضاً في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي تتراوح في تصنيف شدتها بين الخفيفة والمتوسطة.
كلمة (كورونا) في اللاتنية تعني التاج، وقد اكتسبت هذه المجموعة تسميتها بسبب الزوائد التي تغطي سطحها فتبدو كالتاج. تحتضن العائلة ثلاث مجموعات فرعية هي ألفا وبيتا و چاما، وتمت إضافة مجموعة رابعة (ديلتا) حديثاً.

اُكتشف فيروس كورونا البشري في أواسط عام ١٩٦٠ للميلاد. هناك خمسة أنواع تصيب البشر عادة هي:
ألفا 229E و NL63، وبيتا OC43 و HKU1 و SARS-CoV، ويسبب الأخير إصابة حادة في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي قد تنتقل إلى الجزء السفلي مسببة التهاباً رئوياً حاداً  (SARS= Severe Acute Respiratory Syndrome)

ظهرت هذه الحالة للمرة الأولى في نوڤمبر من عام ٢٠٠٢ في الصين بسبب تناولهم للحم حيوان ثدي يسمى Civet كان كما يبدو مصاباً بهذا الفيروس، ثم بات الانتقال من خلال البشر أنفسهم ناشراً بذلك المرض حتى وصل إلى تايوان وسنغافورة وڤايتنام وتورونتو حيث تفجرت حالات إصابة واسعة النطاق بشكل متكرر بسبب الرذاذ المحمل بالفيروسات وعن طريق الانتقال البرازي والفموي . أكثر من ٨٠٠٠ حالة و ٧٧٤ وفاة عُزِيَت إلى فيروس SARS بين خريف ٢٠٠٢ وصيف ٢٠٠٣
فيروسات كورونا هي المسؤولة عن ثلث حالات الإصابة بأمراض الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، ويختلف فيروس SARS عن باقي أفراد عائلة كورونا بقدرته على إصابة الجزء السفلي من الجهاز التنفسي وانتشاره في الدم.
قد تصيب فيروسات كورونا الحيوانات بشكل منحصر على مخلوق معين أو مجموعة حيوانات متشابهة في التصنيف. على كلٍ، يصيب فيروس SAS-CoV البشر والحيوانات الثديية كالقطط والكلاب والقردة.



العدوى والانتقال:

لم يُلتفت كثيراً لدراسة انتقال مجموعة فيروسات كورونا باستثناء نوع SARS، الذي ينتقل من الشخص المصاب إلى الآخرين عبر:
  • الانتقال في الهواء بسبب الكحة والعطاس من شخص مصاب. 
  • التلامس مع شخص مصاب عن طريق اللمس والمصافحة مثلاً.
قد تنتقل هذه الفيروسات أيضاً عن طريق ملامسة السطوح الملوثة بها ثم لمس الأنف أو الفم أو العين. يعتقد أن فيروس كورونا ينتشر في الهواء من البراز الملوث وبالتالي يلوّث منطقة الهواء المحيطة بأكملها مصيباً المخلوقات عن طريق التنفس.

الأعراض:

الإصابة بفيروس كورونا البشري تسبب أعراضاً مرضية متعلقة بالجهاز التنفسي مثل سيلان الأنف والكحة والتهاب الحلق و ارتفاع درجة الحرارة. يسبب الفيروس في أحيانٍ قليلة الالتهاب الرئوي وبعض أمراض الجزء السفلي من الجهاز التنفسي إلا أنها تصيب عادة الأشخاص المصابين مسبقاً بأمراض قلبية رئوية أو في حالة ضعف مناعة الخص المصاب أو الشيخوخة.
أعرض الإصابة بفيروس SASR تظهر لمدة يومين إلى عشرة منذ الاحتضان، وتشمل الأعراض ارتفاع درجة الحرارة والإرهاق العضلي المستمر والصداع والارتعاشات والإسهال في بعض الحالات. تظهر بعد ذلك مباشرة الأعراض التنفسية مثل الكحة الجافة وصعوبة التنفس ثم الالتهاب الرئوي الذي يتميز عن حالته التقليدية بندرة أعراض مرض الجزء العلوي من الجهاز التنفسي بالمقارنة.


التشخيص:

يعتمد التشخيص على التحليل المختبري لتأكيد الإصابة بفيروس كورونا البشري، إلا أنه نادراً ما يُطلب نظراً لعدم حدّة الأعراض المرضية في معظم الحالات، كما أن التحليل المختبري هذا لا يتوفر إلا في مختبرات متطورة و عالية الكفاءة. ويشتمل التحليل المختبري على :
  • عزل الفيروس في نسيج بشري حي، وتُعد مسحة الأنف والحلق ممتازة لإجراء الفحوصات المخبرية. 
  • تفاعل سلسلة الپوليميريز، ويعد هذا التحليل أكثر توفّراً وعمليةً من الناحية الاقتصادية. 
  • اختبار احتواء بلازما الدم على الأجسام المضادة للفيروس، ويتطلب هذا الفحص جمع عينة دم من المشتبه بإصابته.


العلاج:


كما هو الحال في معظم الإصابات الفيروسية، لا يوجد علاج محدد لفيروسات الكورونا، إلا أنه يمكن تخفيف الأعراض إلى أن يعمل الجهاز المناعي على إزالة الفيروس، ومنها:
  • استخدام مزيلات الألم وخافضات الحرارة، مع عدم استخدام الأسبرين للأطفال. 
  • تخفيف التهاب الحلق والكحة عن طريق استخدام جهاز مرطب للغرفة أو الاغتسال بماء ساخن. 
  • شرب الكثير من الماء 
  • الراحة وملازمة المنزل 
الوقاية:


لم يتم توفير لقاح للوقاية من فيروس كورونا بعد، ويمكن تخفيض احتمالية الإصابة عن طريق:
  •  غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر
  •  عدم لمس الأنف والفم والعين قبل تنظيفهما
  •  تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين
وفي حالة إصابتك بالفيروس، عليك الاحتياط من نشر المرض لمن حولك عن طريق:
  • ملازمة المنزل
  • تجنب الاتصال المباشر بالأشخاص
  • تغطية الأنف والفم أثناء الكحة أو العطاس
  • تعقيم الأسطح والأشياء المحيطة بك باستمرار

الجدير بالذكر هو ردة الفعل العالمية تجاه الإنذار الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية WHO بعد انتشار الفيروس في عدة أماكن من العالم، واليوم يخضع الفيروس لدراسات جينية ضخمة لاكتشاف التسلسل الجيني الكامل وإخضاعه لنا وقايةً وعلاجاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق