الخميس، 23 يناير 2014

لنعرف أكثر - القرحة الهضمية


القرحة الهضمية Peptic Ulcer

القرحة الهضمية    :
هي جرح أو تقرح  يظهر عادة في الغشاء الداخلي لجدار المعدة او في الجزء العلوي من الامعاء الدقيقة (وهو الجزء الذي يسمى "الاثنا عشر" ( Duodenum)).
تتكون القرحة الهضمية عند حصول ضرر في الغشاء الواقي للمعدة او الامعاء. فنتيجة لمثل هذا الضرر قد تسبب عصارات المعدة ظهور جرح في جدار المعدة او الامعاء, عصارات المعدة الحمضية, التي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك (Hydrochloric acid) وانزيمات تسمى ببسين (Pepsin) قد تسبب الضرر ايضا في منطقة المريء (Esophagus) (والمريء هو الانبوب النازل من جوف الفم الى المعدة) .
على عكس الاعتقاد السائد بأن القرحة الهضمية تنشأ  أكثر في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة  بعد المعدة وليس في المعدة.
لا تعتبر القرحة الهضمية الآن امرا محتوما ومزمناً كما كان في السابق اذ انها ليست حالة طبية مزمنة يتحتم على المرضى المصابين بها اعتياد العيش معها طوال حياتهم بدون علاج شافي .  إذ أن الآن يكفي العلاج الدوائي المناسب لشفاء معظم حالات القرحة الهضمية كما يساعد على التخفيف بشكل فوري من اعراضها.
القرحة الهضمية التي تنشا في جوف المعدة تسمى "قرحة معدية" (Gastric ulcer), اما القرحة التي تنشا في الاثني عشر فتسمى "قرحة الاثني عشر" (Duodenal ulcer).
يرتبط ما يقرب من 70-90 ٪ من القرحات مع هيليكوباكتر بيلوري ''

•أنواع القرحة الهضمية
تختلف أنواع القرحة الهضمية باختلاف مواقعها :
القرحة المعدية : وهي قرحة هضمية تحصل في المعدة .
القرحة المعوية : وهي قرحة هضمية تحصل في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المسمى بالإثني عشر .
قرحة المريء : وهي عادةً ما تكون في الجزء السفلي من المريء وترتبط بمرض ارتجاع حمض المعدة .

•أسباب الإصابة :
1.          الالتهاب المزمن بالهليكوباكتر : من العوامل الرئيسية المسببة (60 ٪ من المعدة وتصل إلى 90 ٪ من حالات قرحة الاثني عشر) هو التهاب مزمن بسبب جرثومة تسمي ( هيليكوباكتر بيلوري) وهي بكتيريا حلزونية الشكل تعيش في البيئة الحامضية للمعدة وتستوطن الغشاء المخاطي  ولأنها بكتيريا مستوطنة بالجهاز الهضمي فيصعب على الجهاز المناعي التخلص من العدوى وهذا على الرغم من ظهور الأجسام المضادة. ويعتبر اختلال درجة الحمضية بالمعدة من أهم أسباب الخطورة التي تهيء الاصابة بالالتهاب والتقرح لجدار المعدة بل وتفاقم الالتهاب بجدار المعدة كذا حجم القرحة الهضمية.

2.         تعاطي الاسبيرين وادوية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية  (NSAID)ٍ
(Non – steroidal Anti - Inflammatory Drug)  ) فهذه الادوية، المعدة لمعالجة الالم والالتهاب في المفاصل، تقوم بتثبيط عمل الانزيم سيكلواوكسيغناز- 1 (Cyclooxygenase - 1) وتضر بانتاج البروستاغلاندينات (Prostaglandins)، وهي مواد حيوية  تعمل على حماية الغشاء المخاطي في المعدة. وقد ادى الافراط في تناول هذه الأدوية وفي بعض الأحيان بدون استشارة الطبيب وبجرعات كبيرة ولفترات طويلة، في السنوات الاخيرة، وخاصة بين كبار السن، الى ارتفاع كبير في نسبة المرضى المصابين بقرحة معدية وبمضاعفاتها، مثل النزيف الحاد.
3.         القرحة الخبيثة أو السرطانية : نحو 4% من مجمل حالات الاصابة بقرحة المعدة غير الناجمة عن تعاطي ادوية من مضادات الالتهاب اللا ستيرويدية قد تؤدي الى تكون قرحات خبيثة (سرطانية). لهذا السبب، وفي حال اكتشاف القرحة، يجب اخذ عينة من النسيج (خزعة – biopsy) في اطراف القرحة لنفي امكانية وجود قرحة خبيثة.
4.         الاجهاد الشديد : يواصل الباحثون أيضا النظر الى الاجهاد كسبب محتمل ، أو مضاعفات على الأقل ، في الاصابة بالقرحة الهضمية .
5.         الضغوط النفسية : هناك جدل حول ما إذا كان الضغط النفسي يمكن أن يؤثر في تطور القرحة الهضمية. ،كما أظهرت دراسة أجريت على مرضى القرحة الهضمية بوجود ارتباط بين الإجهاد المزمن ومزيج من التوتر ، وعدم انتظام الوجبات مع زيادة خطر الاصابة بالقرحة الهضمية.

•الأعراض :
1.          ألم في البطن  تزداد شدته بالتزامن مع أوقات الوجبات أو بعد تناول الوجبة بثلاث ساعات ,اذا كانت القرحة في المعدة ,  على عكس الألم المصاحب ل قرحة الأنثى عشر و التي تتميز بزيادة الشعور بالأم مع الإحساس بالجوع .
2.         احساس بألم حارق وحموضة شديدة  تقلصات واوجاع في المنطقة الواقعة بين السرة  وبين عظم القص, كما يشكو بعض المرضى من اوجاع في الظهر. وقد يستمر هذا الالم لبضع دقائق او لبضع ساعاتوقد يظهر بشكل متعاقب طيلة بضعة اسابيع ويختفي الالم بشكل عام لفترة زمنية معينة عند تناول مضادات او مخففات الحموضة.
3.         الغثيان و الشعور بالحاجة إلى التقيؤ .
4.         ضعف الشهية و انخفاض في الوزن .
5.         التقيؤ المصحوب بالدم  وذلك يكون بسبب حدوث نزيف مباشر للقرحة أو قد يكون من المريء
6.         تغير في رائحة ولون البراز نتيجة لنزف القرحة.

•التشخيص :
            يعتمد الطبيب من خلال مراقبة الأعراض الوصول الى دقة التشخيص الأولى وهذا يمكن للطبيب تشخيص حالات القرحة الهضمية  والبدء في علاجها أو يلجأ إلى اجراء اختبارات محددة مثل فحص العصارة الهضمية .
·                                 فحص الدم أو البراز وتأكيد الاصابة بالهليوباكتر من خلال قياس الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم أو الأجسام الانتيجينية للبكتيريا في البراز .
·                             تأكيد التشخيص يتم بإجراء بعض الاختبارات الأخري مثل المناظير أو الأشعة السينية إذا استمرت الأعراض بعد بضعة أسابيع من العلاج ، أو عندما تظهر للمرضى  فوق سن 45 أو الذي لديه أعراض أخرى مثل فقدان الوزن حيث أن سرطان المعدة يمكن أن يسبب أعراض مماثلة.
·                             الفحص الاكثر دقة لتشخيص قرحة المعدة هو المنظار الداخلي (Endoscopy) للجهاز الهضمي العلوي ( عن طريق الفم) و لإجراء هذا الفحص، يتم ادخال انبوب مرن مثبتة في طرفه كاميرا فيديو صغيرة جدا الى داخل جوف المريء، المعدة والاثني عشر. يتيح هذا الفحص رؤية الغشاء المخاطي للمعدة عن قرب، واخذ عينة من النسيج (خزعة) في اطراف القرحة بهدف الفحص الهستوباثولوجي أو المجهري للنسيج  لتأكيد او نفي وجود جرثومة الهيلوباكتر. ، يتم اجراء هذا الفحص تحت تخدير موضعي للبلعوم، او بحقن المريض وريدياً بمواد مهدئة عن طريق الوريد، قبل البدء بإجراء الفحص لتهدئة المريض أثناء الفحص.
·                             فحص اخر لتشخيص قرحة المعدة هو تصوير المعدة والاثني عشر بالاشعة السينية  بعد تناول مادة تباين وهي صبغة ملونة  (باريوم  – Barium) تتيح توضيح جدار المعدة والاثني عشر أثناء مرور الصبغة من خلال الجهاز الهضمي . ولا يمكن من خلاله اخذ عينة (خزعة) لاجراء فحص مجهري او اكتشاف وجود جرثومة الهليوباكتر. بالرغم من وجود علامات نموذجية تميز بين القرحة الحميدة والقرحة الخبيثة، الا انه من المفضل في كل الاحوال اجراء فحص المنظار الداخلي بهدف التحقق من وجود اورام خبيثة أو نفيها عن طريق الفحص المجهري .
•العلاج :
            علاج قرحة المعدة الحميدة مشابه للعلاج في حالات قرحة الاثني عشر. اذا تم تشخيص التلوث بجرثومة الهليوباكتر فان علاج قرحة المعدة يشمل:
            المضادات الحيوية (Antibiotics
            مضادات الحمضية والتي تقلل من درجة حموضة المعدة 
            ويجب اجراء منظار داخلي بعد 4- 6 اسابيع، وذلك للتاكد من شفاء القرحة. اذا لم تشف القرحة، يجب فحص احتمال وجود قرحة خبيثة واجراء فحص مجهري لخزعة من القرحة للتأكد أو نفي هذه الاحتمالية مع ضرورة المتابعة الدورية حتى الشفاء الكامل من القرحة.
            بالنسبة للمرضى الذين يصابون بقرحة المعدة وتتم معالجتهم بالاسبيرين او بادوية من مضادات الالتهاب اللا ستيرويدية، يتوجب اجراء تقييم جديد بشان الاستمرار في معالجتهم بهذه الادوية. ومع ذلك، اذا كان العلاج بهذه الادوية ضروريا، فينبغي اضافة علاج مانع يتمثل في ادوية مضادة لافراز الاحماض، من مجموعة مثبطات مضخة الهيدروجين (مثبطات مضخة البروتون - Proton - pump inhibitor)، محصرات مستقبلات الهيستامين نوع (H2)، او الادوية التي تحتوي على بروستاغلاندينات اصطناعية (مثل: ميزوبروستول – Misoprostol)
            يوصى باللجوء الى العلاج الجراحي لقرحة المعدة في حال التأكد من وجود قرحة خبيثة أو بعد فشل العلاج المناسب والمتواصل في شفاء القرحة.

•المضاعفات :
إذا استمرت أعراض القرحة الهضمية وتركت من دون علاج و أهملت قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أهمها :
·                             حدوث نزيف في المعدة والأمعاء و يعتبر النزيف من أهم المضاعفات و أخطرها , علما بأن النزيف الكثيف المفاجئ قد يسبب خطرًا على حياة الشخص كونه يحدث نتيجة تضرر أحد الأوعية الدموية بسبب القرحة.
·                             الإصابة بالالتهابات الحادة , وذلك بسبب الثقب الذي  قد تسببه القرحة والذي يؤدي إلى نتائج مأساوية، فالتآكل الذي تسببه القرحة لجدار المعدة والأمعاء يؤدي إلى تدفق محتويات كل من المعدة والأمعاء إلى التجويف البطني.
 إذا كان الثقب في السطح الأمامي للمعدة فإنه يؤدي إلى التهاب الغشاء البريتوني المبطن للأمعاء  ،وأول ما سوف يشعر به المريض هو ألم قوي ومفاجئ في البطن.أما إذا كان الثقب في سطح المعدة الخلفي فإنه يؤدي إلى التهاب البنكرياس ويشع الألم في هذه الحالة إلى الظهر غالبا.
·                             قد تمتد القرحة إلى الأعضاء المجاورة كالكبد والبنكرياس.
·                             الانتفاخ والندبات التي تسببها القرحة تؤدي إلى ضيق أول جزء في الأمعاء الدقيقة (الاثنى عشر) وانسداد في مخرج المعدة وغالبا ما يصاحب ذلك تقيؤ شديد.
·                             زيادة نسبة خطر الإصابة بسرطان المعدة .           

•الوقاية :                                                        
المحافظة إتباع على أسلوب حياة صحي و تصحيح العادات الغذائية  يلعب الدور الأكبر في الوقاية وتقليل فرص الإصابة بالقرحة الهضمية , ويمكننا سرد بعض النصائح الوقائية و منها :
·                                              الإقلاع عن التدخين
·                                              إتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة  عوضاً عن الوجبات السريعة .
·                                              غسل اليدين قبل الأكل يقي من الإصابة بالالتهابات التي تسببها العدوى ببكتيريا الهليوباكتر
·                                              تجنب الإفراط في استخدام مسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية و استخدامها عند الحاجة فقط
·                                              تجنب الأطعمة الحارة (المخلالات  ، الفلفل , البهارات )













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق